اعتبر د محسن الزواق مدير أكاديمية فاس مكناس حفل التميز المقام بمدرج المركزالجهوي للتكوينات والملتقيات الثلاثاء 16 يوليوز 2019 تحت شعار " التميز دعامة لترسيخ قيم مدرسة المواطنة" تتويجا لسلسلة من الاجتهادات والعطاءات الدؤوبة خلال سنة دراسية حافلة للتلميذات والتلاميذ المتفوقين، واعترافا بقدراتهم على التميز والإبداع وتشجيعا لمجهوداتهم المشهود لها، و إذكاء لروح التنافس الشريف البناء بين صفوفهم.
وأضاف الدكتور الزواق بحضور السيد الوالي عامل عمالة فاس ورئيس مجلس الجهة وشخصيات مدنية وعسكرية وتمثيليات واسعة من شرائح النسيج المدني أن من الصدف العزيزة والجميلة أن تأتي هذه المناسبة مقرونة بأجواء فرحة الشعب المغربي للاحتفال بالذكرى العشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرشَ أسلافه المُنْعَمِين، وهو الذي حفظه الله بَوَّأ ورشَ إصلاحِ منظومةِ التربية والتكوين أولويةً وطنيةً بعد القضية الترابية.
وأبرز المسؤول الأول عن الشأن التربوي بجهة فاس مكناس أن تحقيق التميز والتفوق بهذه الأكاديمية يأتي باستلهام روح التوجيهات الملكية السامية، والمراهنة على العزائم القوية والجهود المتظافرة مع إشراك جميع الفعاليات. وبفضل تظافر الجهود وانخراط الجميع، من سلطات جهوية وإقليمية ومحلية وأمنية، والجماعات الترابية بالجهة والمصالح الخارجية والقطاعات الحكومية المختلفة . كما نوه بمجهودات السيدة والسادة المديرين الإقليميين بالجهة على ما بذلوه و لما تم تحقيقه لهذه الأكاديمية ومؤسساتها من نتائج وحصيلة مشرفة لهذه السنة الدراسية تفعيلاً والتزاماً بمشاريع الرؤية الاستراتيجية، ومنها المشاريع الملتزم بها أمام أنظار جلالة الملك نصره الله وأيده، دون أن يغفل أهمية تعاون جمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وكل المهتمين بقضايا التربية والتكوين.
من جهة ثانية ثمن عاليا العلاقة المتينة التي تربط الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمجلس الجهة التي تمتد على واجهات متعددة ، ابتداء بالشراكة المفعلة والناجحة لدعم النقل المدرسي على مستوى الجهة، مرورا بالتعاون في مجالٍ لازال ساريَ المفعول، وهو مجالُ تنمية ودعم مختلف الفنون في الوسط المدرسي والتي يؤطرها فنانون من جهة "فال دو لوار" بفرنسا، وقال في هذا الصدد أن التعاون المثمر بين الأكاديمية ومجلس الجهة في المجال التربوي يأتي برغبةٍ مشتركةٍ و أكيدةٍ على توقيع مذكرة تفاهم لتشجيع التميز الدراسي على المستوى الجهوي، تطمح الأكاديمية أن يرقى في المستقبل إلى شراكة تشمل كل مجالات التربية والتكوين. ولم يترك الفرصة تمر دون أن يقدم شكرا خاصا للسيد والي جهة فاس مكناس وإلى السيد رئيس مجلس الجهة على الاهتمام الذي يُولِيَانِهِ للشأن التربوي وعلى سخاءِ دَعْمِهِما للمنظومة بشكل عام. ومن أقوى لحظات الحفل تكريم شخصيات بارزة بالجهة أسدت خدمات جليلة للمنظومة على رأسهم السيد الوالي ورئيس مجلس الجهة لا سيما وقد بَاتَ الجميعُ اليومَ مقتنعاً بأن منظومتنا يجب أن تؤهل أَجيالنا الجديدة للاندماج الكافي في متطلبات العصر، وفي سوق الشغل، وفي الإنتاج والابتكار، في عَالَمٍ تتسارع فيه التحولاتُ المجتمعيةُ نحو مجتمعاتِ المعرفة، وحيث يغدو التحكم في العلوم والتقنيات واللغات الإنسانية من المفاتيح الكبرى للاندماج الإيجابي في العَالَم والاستفادة من المكتسبات والإِمكانات الكونية المتاحة. وما التتويجات الوطنية والدولية التي فازت بها تلميذات وتلاميذ جهة فاس-مكناس، في مختلف المباريات، والتي لا يتسع المجال لسردها ، حيث تمت الإشارة إلى أغلبها في احتفالات التميز التي نظمتها المديريات الإقليمية، ناهيك عن المرتبة المشرفة التي احتلتها أكاديميتنا وطنيا على مستوى نتائج الباكالوريا، إلا دليل على فعالية المقاربة التربوية التي تنهجها الأكاديمية جهويا وإقليميا ومحليا، ودليل آخر على أن جهة فاس مكناس تساهم في إنتاج نخب مؤهلة وذات كفايات عالية.
كما توجه بالشكر الجميل الممزوج بالامتنان وبصدق المشاعر إلى ثلة خيرة من الموظفين بالأكاديمية الذين أحيلوا على المعاش خلال هذه السنة والذين يحضرون مجريات هذا التتويج، بكامل العرفان والتقدير ، مشيدا بخصالهم الحميدة وانضباطهم في أداء مهامهم طيلة مشوارهم المهني:معتبرا تكريمهم اليوم، اعتراف إنساني عميق بما أسدوه للمنظومة التربوية من خدمات جليلة في مجملها على حساب راحتكم بل في بعض الأحيان على حساب الأسرة الصغيرة.
ووسط حضور جهوي رفيع وفي أعلى مستوياته، تم تتويج نخبة تلاميذية لا تكتفي برصيد معرفي وعلمي وتقني مُهِمًّ يؤهلها لِيتبَوَّأ مكانةً مرموقةً في مراقي الحياة العملية فقط، بل تشَبَّعت بالقيم الإنسانية النبيلة، قيم المواطنة المبنية على تقدير العمل واحترام الآخر وقبول الاختلاف وتشرَّبت مبادئ العيش المشترك و الانفتاح على القيم الكونية مما لا يتنافى والشخصية المغربية المتسمة عبر التاريخ بالتسامح والسلم والوسطية والاعتدال.شكرٌ صادقٌ لجميع الشركاء والمتدخلين والفاعلين في حقل التربية والتكوين من سلطات جهوية وإقليمية ومحلية وعلى رأسها السيد والي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس، والسيد رئيس مجلس الجهة و كافة المنتخبين ورجال التعليم بجميع أصنافهم ومجال اختصاصهم على مساهمتهم في دعم القطاع، فالموسم الدراسي الذي نودعه شكل محطة لاستكمال تنزيل الإصلاح الشامل، وإطلاق مجموعة من الأوراش التربوية الجهوية لإصلاح متدرج وعميق.
وإذا كان الاحتفال بالتميز يستوجب التنويه بمن كان وراء تحقيقه وتجويده، فالشكر الجزيل لكل شركاء الأكاديمية الأوفياء ولكل نساء ورجال التعليم ولكل الأمهات و الآباء على التضحيات الجسام التي قدموها طيلة السنة الدراسية من أجل مثل هذه اللحظات التي ستبقى خالدة في أذهان المتوجات والمتوجين، مدير الأكاديمية لم يفوت الفرصة لتقديم جزيل الشكر لأطر الإدارة التربوية بمختلف المؤسسات العمومية والخصوصية وأطر هيئة المراقبة التربوية والتوجيه والتخطيط وهيئة الدعم التربوي والاجتماعي وهيئة التسيير المادي والمالي وكل الأعوان والمساعدين التقنيين في مختلف الأسلاك،و لرؤساء الأقسام والمصالح وجميع موظفات وموظفي الأكاديمية والمديريات التابعة لها والجمعيات الشريكة المساهمة في تدبير هذا القطاع بالجهة وجمعيات آباء وأمهات التلميذات والتلاميذ والفرقاء الاجتماعيين والجمعيات المهنية على ما يبذلونه من جهود في سبيل الرقي بالمنظومة التربوية بالجهة.
يشار إلى أن الحفل الذي نشط فقراته باقتدار وشاعرية الإعلامي حسن شرو تميز بتقديم حصيلة ونتائج الأكاديمية برسم الموسم الدراسي 2018-2019
كما عرف تكريم بعض الموظفين المحالين على التقاعد وهي للمرة الأولى التي يتم تكريم التميز والمتقاعدين في حفل فني وتربوي تم تأثيثه بجمالية ملفتة حيث وصلة موسيقية عزف على بالبيانو من أداء التلميذة الفنانة بمؤسسة التفتح الفني والأدبي ليتم وتوزيع الجوائز على المتميزين على إيقاعات كورال تلامذة مؤسسة عبد السلام بنمشيش والمركب الثقافي سيدي محمد بن يوسف بقيادة المايسترو عبد الوهاب العلوي.
