في سياق تفعيل اتفاقية الشراكة بين منظمة التضامن الجامعي ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بصفرو، بشراكة مع منظمة التضامن الجامعي، ندوة وطنية في موضوع "التربية على القيم وترسيخ السلوك المدني بالمؤسسات التعليمية" تحت شعار "بناء السلوك المدني و ترسيخه في المدرسة المغربية، من المسؤولية الفردية إلى المسؤولية الجماعية"، وذلك يوم السبت 23مارس 2019، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا، بقاعة الندوات بالقصر البلدي لمدينة صفرو..
في مستهل الجلسة الافتتاحية للندوة، نوهت السيدة المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بصفرو الأستاذة وفاء شاكر بجسور التعاون الممتدة بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بصفرو ومنظمة التضامن الجامعي، وأكدت على أن هذه الندوة تأتي في سياق الجهود المبذولة من أجل تعزيز التربية على القيم وترسيخ السلوك المدني في الأوساط المدرسية، انطلاقا من تنزيل مضامين الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي 2015-2030، وخاصة الرافعة 18 المتعلقة بترسيخ مجتمع المواطنة والديمقراطية والمساواة، من خلال التفعيل الأمثل للأندية التربوية وخاصة أندية المواطنة وحقوق الإنسان وتزويدها بوسائل العمل الضرورية. كما أن اللقاء يمثل تجليا راقيا وإفرازا نموذجيا لطبيعة التعاون والشراكة الراسخة بين الطرفين. إثر ذلك تناول الكلمة الدكتور رشيد شاكري نائب رئيس منظمة التضامن الجامعي، حيث أكد على أن موضوع الندوة يكتسي أهمية قصوى بالنظر إلى راهنيته واستعجالية الانكباب على معالجته وفق مقاربات تكاملية.
أما الجلسة العلمية التي ترأسها الدكتور عبد الكريم الفرحي، فقد تضمنت ثلاث مداخلات متكاملة؛ الأولى: تقدم بها الدكتور عبد الرحيم وهابي (أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس)، تحت عنوان: "منظومة القيم في المناهج التعليمية بين المشروع والمنجز". والثانية تقدم بها الأستاذ أحمد بويحياوي (رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بالمديرية الإقليمية بصفرو)، تحت عنوان: "الثقافة القانونية ودورها في تنمية السلوك المدني بالوسط المدرسي". والثالثة للدكتور رشيد شاكري (مفتش تربوي بمديرية فاس)، تحت عنوان: "العنف في الوسط المدرسي دراسة ميدانية". كما تم بالمناسبة فتح المجال لممثلة عن التلاميذ للإدلاء بدلوها في هذا الموضوع ،حيث اعتبرت أن السلوك المدني هو تعبير عن الحاجة الملحة إلى ترسيخ علاقات واضحة وواعية ومسؤولة فيما بين الأفراد ومؤسسات الدولة والمجتمع، على قاعدة الاحترام التام للحقوق والواجبات على حد سواء.
إثر ذلك أفسح المجال لنقاش تفاعلي، أسهم فيه حضورٌ نوعي للفيف من الأساتذة الباحثين، وممثلين للسلطات المحلية والمجلس العلمي والمجالس المنتخبة ومنظمات المجتمع المدني وفدرالية جمعيات أباء وأمهات وأولياء التلاميذ ومديري المؤسسات التعليمية والعديد من الفاعلين الإعلاميين، إضافة إلى الحضور الوازن لبعض التلاميذ والتلميذات...
وقبيل نهاية اللقاء نوهت السيدة المديرة الإقليمية لوزارة التربية والوطنية بصفرو الأستاذة وفاء شاكر بالمستوى الرفيع والمسؤول الذي طبع تنظيم الندوة، كما أكدت على أن التحسيس بأهمية الموضوع ينبغي أن يكون ممتدا ومتواصلا ليس فقط بالمؤسسات التعليمية، باعتبارها تسهم إلى جانب المؤسسات والتنظيمات الاجتماعية الأخرى في تدبير وتنظيم الشأن الاجتماعي وتنمية الجوانب العلائقية والتواصلية بين مكونات المجتمع، وفق ضوابط وقواعد وموجهات وأطر مرجعية، تعكس الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل مجتمع.
وفي كلمة ختامية شكر السيد محمد باديدي الكاتب الإقليمي لمنظمة التضامن الجامعي بصفرو كل المتدخلين والحاضرين على إسهامهم الفعال في إنجاح فعاليات الندوة، كما وعد بأن تظل منظمة التضامن الجامعي حاضرة في كل الجهود الالتقائية من أجل تعزيز التربية على القيم وتنمية السلوك المدني بالمؤسسات التعليمية.
