Détail Actualite

مذكرة

استقبال >Détail Actualite
" ظاهرة العنف المدرسي، الأسباب والحلول " - 3 يناير 2018 الأرشيف

        على إثر ما عرفته بعض المؤسسات التربوية من مظاهر للعنف والاعتداءات المتكررة ضد الأساتذة، وفي إطار تفعيل المشاريع التي تروم الارتقاء بالعمل التربوي بالمؤسسات، و تنفيذا لمقتضيات المذكرة الوزارية رقم 116/17 الصادرة بتاريخ 7 نونبر 2017 المتعلقة بالتصدي للعنف بالوسط المدرسي، كان لزاما أن يتم فتح باب النقاش والحوار حول هذه الظاهرة بين كل المتدخلين في العملية التعليمية التعلمية من آباء و تلاميذ وأساتذة، فقد نظمت مديرية تاونات بثانوية الإمام الغزالي جماعة تافرانت، ندوة تربوية حملت عنوان " العنف المدرسي، الأسباب والحلول".

وذلك زوال يوم الأربعاء 29 نونبر2017، بفضاء مكتبة الثانوية، وقد خصصت الندوة لمقاربة محورين أساسين وهما:


  • ما هي الأسباب التي أصبحت تدفع بالتلاميذ إلى الاعتداء على الأساتذة؟  وهل أصبحنا نعيش أزمة قيم في علاقة الأستاذ بالتلميذ؟
  • وما هي الحلول الناجعة التي يمكن اتباعها قصد التغلب على هذه الظاهرة التي تنخر المنظومة التربوية بالمغرب؟


        افتتح اللقاء بآيات من الذكر الحكيم ثم قدّم السيد المسيّر الأستاذ محمد مرموش الكلمة للسيد مدير الثانوية محمد الوارثي الذي رحّب بكل الحاضرين  كما عبر عن سعادته لاحتضان  الثانوية مثل هذه الندوات البالغة الأهمية نظرا لما أ صبحت تشكله ظاهرة العنف المدرسي من خطورة على المسارين التعليمي والتربوي على حد  سواء كما شدّد بحرارة على أيدي المديرية الإقليمية بتاونات، ودورها الفعال في تشجيع الأنشطة التربوية داخل المؤسسات التعليمية، كما قدّم شكرا خاصا لنادي المؤسسة وكذا  بعض الأطر التربوية  التي ساهمت وتساهم في إنجاح الأنشطة التربوية .


وقد استهلت الندوة بشريط فيديو من تصوير وإخراج الأستاذ المتألق كريم الودغيري، وقد ضمّ الشريط ارتسامات وآراء كل المتدخلين الذين عبّروا عن آرائهم بخصوص هذه الظاهرة -تلاميذ وتلميذات إضافة إلى آباء و أمهات دون نسيان بعض الأطر التربوية- بعدها قدّمت الكلمة لكل من الأستاذ محمد البوعزاوي الذي حدد المدلول اللغوي والاصطلاحي لمفهوم العنف مبرزا الفرق بينه وبين الاعتداء، ومشيرا إلى أنواعه سواء كان عنفا ماديا أو رمزيا كما حدده السوسيولوجي الفرنسي بورديو، ثم خصصت المداخلة الثانية للأستاذ محمد مرزوق الذي عرّٓج على التصورات والنظريات النفسية والاجتماعية التي عالجت هذه الظاهرة مستندا في ذلك على كثير من آراء الفلاسفة و المربين وعلماء النفس. ثم تم الانتقال إلى الحديث عن الأسباب الثقافية والاجتماعية والنفسية لظاهرة العنف المدرسي ضد الأساتذة.


وقد توزعت بين مداخلة الأستاذ عثمان زويرش الذي أرجعها إلى شعور التلميذ بالنقص من الناحية الجسمية أو العقلية أو النفسية، كأن يفقد أحد أعضاءه، أو يسمع من كل مكان من يصفه بالحمق أو البله أو الغباء أو الجنون، أو يكون قد فقد أحد والديه أو كلاهما أو من يكن له الحب، فتدفع كل هذه الأمور التلميذ في بعض الأحيان إلى العدوانية في التعامل داخل المدرسة وحتى خارجها.


       وكذلك الفشل والإحباط المستمر الذي قد يؤدي الى دفع التلميذ إلى العدوانية كرد فعل تجاه هذا الفشل والإحباط. أما الأستاذ شفيق الحجامي فقد انتقل إلى سبب آخر تمثل في تشجيع الأسرة على العدوان، حيث اعتبره عاملا مهما قد يكون لها دور في عدوانية الطالب من خلال التربية التي نشأ فيها، فهناك بعض الأسر التي تشجع على العنف والقسوة والعدوانية في التعامل مع الحياة ومع الناس، فيظهر ذلك جليا في أبناءها حيث تظهر عندهم آثار العدوانية في المدرسة ومع زملاءهم الطلاب أو معلميهم....


وانتقل الأستاذ عبد النبي الأنصاري -منسق النادي- إلى دراسة سيميائية للصور المتداولة على مواقع التواصل محاولا إبراز مدى مساهمة هذه الوسائط التكنولوجية في تكريس العنف والتحريض عليه، من خلال تغيّر أدوار المؤسسة والأسرة التي رفعت يدها عن تربية الأبناء بعدما كانت الفضاء الأول والمساعد للمؤسسة على التربية والتنشئة، وقد عرفت هذه المداخلة تفاعلا جيدا من لدن التلاميذ والحاضرين، ثم ختمت الندوة بمداخلة الأستاذ نورالدين املاك بتقديم مجموعة من الحلول لتجاوز هذه الظاهرة مركزا على ضرورة تفعيل الحوار والتواصل بين التلاميذ والآباء والأساتذة، وداعيا إلى تفعيل خلية الإنصات.


      لقد أجمع كل الحاضرين على ضرورة تعاون الجميع من أجل علاج هذه المشكلة، وخصوصا إذا ارتبطت هذه المشكلة بالإنسان ذلك المجهول، والشيء المهم الذي يجب الإشارة إليه هو أن علاج العدوانية والعنف أمر لا يقع على عاتق المدرسة فقط أو الأسرة فقط بل يجب أن تتكاثف فيه جهود المدرسة والأسرة والمجتمع حتى يمكن أن تظهر نتائج مرضية.


الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس

 العنوان: شارع مولاي رشيد (طريق صفرو) - ص.ب-2342 - فاس - الهاتف: 05.35.65.76.25/05.35.64.20.23 الفاكس: 05.35.64.06.35

البوابة الإلكترونية: http://aref-fm.men.gov.ma البريد الإلكتروني: aref.fes@men.gov.ma