اعتبر عبد الله المسايل مدير ثانوية أم البنين بفاس أن النهوض بحقوق الإنسان ببلادنا وتفعيل قيم التسامح والحرية والعدل والكرامة واحترام القانون هو الكفيل بتطوير التعليم وتنمية الواقع وفتح آفاق مشرقة للمنظومة التربوية والمجتمع المغربي . ودعا  المسايل خلال حفل توقيع كتاب "الديمقراطية مفهوم وتاريخ انتقال وترسيخ" الخميس   18 ماي 2017  نظمته الثانوية التأهيلية أم البنين بشراكة مع جمعية أمهات آباء وأولياء التلاميذ السلطات التربوية والمجتمع ككل إلى الانخراط في الإصلاح المنشود  لمنظومة التربية والتكوين  استرجاعا للثقة في المدرسة العمومية المغربية  مشددا على ضرورة  تشجيع البحث التربوي والعلمي في مجال حقوق الإنسان والمواطنة والسلوك المدني

      من جهته أبرز  محمد الدوبلي  بناني رئيس جمعية أمهات آباء وأولياء التلاميذ  إيمان الجمعية بسمو الرسالة التربوية بكل مكوناتها ووجوب التفاعل بشكا إيجابي مع كل الأنشطة والمبادرات التي من شأنها أن يكون لها وقع محمود على هذه العملية التربوية مما ينعكس إيجابا على جودة المردودية وتحسين شروط التحصيل . وأضاف أن الجمعية أصبحت شريكا أساسيا في المنظومة  بكل مستوياتها حيث عمدت الى تفعيل  شراكات مفتوحة مع الأندية التربوية والثقافية بالمؤسسة ودعمها ماديا ومعنويا وتعزيز ر وح المبادرة والسلوك المدني وروح المواطنة وذلك لاحتواء كل المظاهر السلبية من عنف أو جنوح نحو التطرف وغيرها والتي تسيء الى المدرسة العمومية  في أفق تنشيط الحياة بالمدرسية ورعاية إبداع ومواهب التلاميذ وصقلها  معتبرا  كتاب  "  الديمقراطية مفهوم وتاريخ انتقال وترسيخ " إنجاز السنة بامتياز ،  وثمرة  لمجهود التلاميذ أعضاء نادي المواطنة وحقوق الإنسان تحت إشراف الأستاذ عبد الحق عالم أستاذ مادة الفلسفة  وتشريفا للجمعية وكذا للطاقم التربوي والإداري للثانوية  التأهيلية أم البنين برسم الموسم الدراسي 2016-2017 

        من ناحية أخرى أشاد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بفاس بالمنجز العلمي والتربوي القيم وباختياره أسلوب التأليف والكتابة الجماعية لمؤلف غني يحمل بين طياته عصارة تجربة غنية ما أحوجنا إليها في فضاءاتنا التربوية وأنديتها التربوية .وأعرب ذ: عبد القادر حاديني  عن تفاؤله بالتأليف الذي يندرج  في طار اشتغال ثانوية أم البنين بثقافة حقوق الإنسان والتربية على الديمقراطية ومبادئها وقيمها ونشرها في الوسط المدرسي التماسا لتربية النشء على المواطنة والسلوك المدني .والذي يستحضر بتفاعلية مختلف النصوص والتشريعات والمذكرات ذات الصلة بالحياة المدرسية وتنشيط الأندية التربوية .

       من جهته، أوضح عبد الحق عالم  أستاذ مادة الفلسفة بالثانوية ورئيس النادي مراحل والسياق العام  للكتاب  مضيفا  أن محور الديمقراطية تاريخا انتقالا وترسيخا  هو اختيار واع ومقصود يتحدد أولا في اعتبار الديمقراطية المفهوم المركزي الذي تتقاطع عنده كل المفاهيم المؤسسة لكل دولة تحترم ذاتها باعتبارها تأخذ مشروعيتها من الإرادة العامة للشعب لأنهم المصدر الحقيقي والوحيد لشرعية سلطتها. بحيث لا يمكن أن نتصور دولة الحق والقانون من حيث هي اسمى ما تمخضت عنه التجربة السياسية الانسانية عبر التاريخ في غياب الديمقراطية فكرا وممارسة . ومن بين أهداف هذا الإصار  يوضح  عبد الحق عالم  جعل المتعلمين ينخرطون في الإشكالات والقضايا التي  يطرحها مفهوم الديمقراطية لأنهم الدعامة الحقيقية لمستقبل المجتمع ولكل تحول ديمقراطي فيه . كما أن البحث في الديمقراطية موضوع مناسب يمكنهم من فهم واقعهم بكل تشابكاته الحقوقية السياسية الاجتماعية والثقافية ويمكنهم ايضا من إدراك ما يجري في العالم الخارجي  من قضايا تتصل بالحقوق السياسية  فيتمكنون بذلك  من رسم صورة حقيقية حول ذاتهم وحول الغير المختلف عنهم .

     واعتبر عبد الحق عالم أن هذه الغايات التربوية النبيلة هي ما حفز التلاميذ على  انخراط التلاميذ بنادي المواطنة وحقوق الانسان بالثانوية   التأهيلية أم البنين بفاس  حيث ابدوا رغبة اكيدة في الدخول لغمار التجربة  وكلهم حيوية ونشاط وصبر . ولعل أهم ما ميز هذه التجربة بالنسبة لهم هي  الكتابة  حيث ركزت على التعامل مع الكتاب فقط بعيدا عن أشكال البحث الإلكتروني من نسخ ولصق والتي أضحت عادة سيئة عند تلامذتنا . مما زاد الكتاب عمقا  وشجع اساتذة باحثين فيسلك الدكتوراه دعما لهذا العمل التلاميذي وتأطيرا له.

    ويعتبر المنجز التلاميذي  قيمة مضافة في الحقل التربوي والثقافي في المجال التعليمي  حيث جاءت طبعة 2017    في 305 صفحة من الحجم الكبير وبإخراج فني جميل وبمساهمة 20 تلميذة وتلميذا "  وهم  فاطمة الزهراء بوداود-فاطمة الزهراء ابو الصبر –فاطمة الزهراء المراكشي – حكيمة التكماطي – حنان بكوش – حياة الربيع – لمياء حسوني – رانيا لمودني  -  وداد عزفار – أسماء فريد – إشراق الشعيبي -  مريم بنونة -  شادية بونو – حليمة حمدوني -  خديجة الوردي – أمال الربيع – المؤطرون : نور الدين شكردة- ريوش محمد -  عالم يحيى – عالم عبد الحق – نسرين كبريتي – حياة العكيدي -  منى بوكرونة -  لمياء زروال .  وهو عبارة عن مقدمة وخاتمة وبينهما فصلين أساسيين وكل فصل يحتوي مبحثين وكل مبحث يتفرع إلى مطالب .

الفصل الاول : الديمقراطية مفهوم وتاريخ المبحث الاول حول مفهوم الديمقراطية

المبحث الثاني :حول تاريخ الديمقراطية وتعرض فيه لأهم المحطات التاريخية  لهذا المفهوم من اليونان مرورا بأوروبا  وصولا الى أمريكا  كما توقف الباحثون على الموجة الثالثة للديمقراطية نظرا لأهميتها .

  في الفصل الثاني : الانتقال الديمقراطي وترسيخ  الديمقراطية  في مبحثه الأول تعرض الباحثون للشروط الداخلية والخارجية للانتقال الديمقراطي وتوقفوا عند طبيعة الجمود الذي عرفة الانتقال الديمقراطي في الالفية الجديدة  ليعبوا بعد ذلك الى الانتقال الديمقراطي في العالم العربي مع وصف طبيعته ومعيقاته  ثم عرج الباحثون الى الربيع العربي فتعرفوا على مسبباته وتجلياته وآفاقه ، كما كانت لهم وقفة مطولة حول الانتقال الديمقراطي بالمغرب  كنموذج انطلاقا من عهد الحماية وأثناءها وبعد الاستقلال إلى يومنا هذا .

    وتناوب على  منصة  الحفل الذي عرف حضورا مكثفا ونوعيا  ونشط فقراته بكفاءة واعدة  حمزة وجدي  كل السادة الأساتذة  عبد  الفتاح الدوبلي  بناني محمد برزوق  نورالدين شكرادة   مبارك شرايطي خديجة سهبي  والوارثي وفاعلة جمعوية  ومستشار مقاطعة فاس  يحيى عالم  وقدم كل من موقعه ومسؤوليته شهادة  صادقة في حق ذ: عبد الحق عالم مشرف عام ومؤطر وحدة تأليف الكتاب .  و قدموا الشكر لكل من ساند  العمل ودعمه وساهم في إخراجه إلى الوجود وعلى رأسهم إدارة مؤسسة ثانوية   أم البنين  وهيأة التدريس بها  وكذا المديرية الإقليمية  لوزارة التربية الوطنية وعلى رأسها المدير الإقليمي  حيث كان دعمه مزدوجا على المستوى المادي والمعنوي  .

   كما شكر المتدخلون الأساتذة الباحثين الذين شاركوا في هذا الكتاب وعلى رأسهم الأستاذ البحث في سلك الدكتوراه القانون العام الصحفي نور الدين شكردة والباحث المؤصل في علم أصول الفقه بدار الحديث الحسنية  محمد ريوش  والباحث في سلك الدكتوراه بمختبر الدراسات الدينية والعلوم المعرفية بكلية الآداب يحيى عالم .  كما نوهوا  بشكل خاص بالتلاميذ المنخرطين في نادي المواطنة وحقوق الإنسان بمؤسسة أم البنين الذين  كانت كتاباتهم بمثابة العمود الفقري لهذا العمل  . بالتالي قدموا الدليل على الوعي المتقد  الذي يتملكه شباب المدرسة العمومية   وما يحتاجونه هو الدعم التحفيز والتوجيه من طرف المسؤولين .  لأن مثل هؤلاء التلاميذ المبدعين  يقول عبد الحق عالم هم الضامن لاستمرارية عطاء المدرسة المغربية العمومية وأملها في البقاء .